ماذا حدث في اقتصاد العالم اليوم؟ : الجمعة 12 يوليو 2025

0
images (23)
Spread the love

في عالم تتسارع فيه الأحداث وتتداخل فيه المصالح، شهدت الساعات الماضية تحولات اقتصادية لافتة، رسمت ملامح المشهد العالمي والمحل، من حروب التعريفات الجمركية التي تلوح في الأفق، إلى الارتفاعات القياسية للعملات المشفرة، مروراً بديناميكيات أسواق الطاقة، وصولاً إلى قصة النمو المصري الطموح، تتكشف أمامنا لوحة اقتصادية معقدة تستدعي التأمل.
الساحة العالمية: توترات تجارية، عملات رقمية، وطاقة متقلبة


، حيث تصدرت تهديدات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية مشددة عناوين الأخبار. فقد صرح ترامب بخطط لرفع الرسوم الجمركية على دول مختارة، وهدد بفرض رسوم مرتفعة على الأدوية والنحاس.

كما أعلن عن تعريفة على السلع الكندية اعتبارًا من أغسطس. يأتي هذا في الوقت الذي أبدى فيه الاتحاد الأوروبي استعداده لاتفاق تجاري مع الولايات المتحدة، بانتظار قرار ترامب الذي هدد بفرض رسوم على الاتحاد الأوروبي. حتى فيتنام تسعى لخفض الرسوم الجمركية بعد أن وافق ترامب على نسبة معينة. هذه التهديدات كانت من بين الأخبار الاقتصادية الأكثر قراءة.
في المقابل، يواصل سوق العملات المشفرة جذب اهتمامًا واسعًا، حيث سجلت عملة البيتكوين مستويات تاريخية جديدة. ويُعزى هذا الارتفاع إلى الطلب المؤسسي والسياسات الأمريكية الداعمة. وعلى الصعيد التنظيمي، تقوم البحرين بتنظيم إصدار العملات المستقرة بإطار جديد، وهناك دعوات للصين لتبني العملات المستقرة.
أما في أسواق الطاقة والسلع، فتتجه أسعار خام برنت لتسجيل مكاسب أسبوعية، وسط ترقب لإجراءات أمريكية محتملة لتقييد صادرات الطاقة الروسية. وتتوقع أوبك استثمارات ضخمة في قطاع النفط بحلول عام. كما ارتفعت صادرات النفط السعودية إلى الصين لتسجل أعلى مستوى لها في أكثر من عامين. وفي سياق متصل، سجلت أسعار الفضة أعلى مستوى لها منذ سنوات، مدعومة بالتوترات العالمية ونقص الإمدادات.
تأتي هذه التطورات في ظل تحديات لوجستية كبيرة، حيث قفزت أقساط تأمين السفن المارة عبر البحر الأحمر بشكل كبير بسبب هجمات الحوثيين، مما رفع المخاطر إلى مستويات غير مسبوقة ويهدد ممرات الشحن بين أوروبا وآسيا.

وعلى صعيد المؤشرات الاقتصادية الدولية

شهد الاقتصاد البريطاني انكماشًا غير متوقع في مايو. وفي أخبار الشركات، تستحوذ “فيريرو” على “دبليو كيه كيلوغز” في صفقة كبرى. كما استحوذت أول شركة مصرية “شيك على بياض” على شركتين بصفقة كبيرة. وفيما يتعلق بالاستثمار والتطوير، يعتزم مطار هيثرو استثمارًا ضخمًا لتطوير خدماته.
مصر في قلب المشهد الاقتصادي: نمو، استثمار، وشراكات
على الصعيد الإقليمي، تتصدر التطورات الاقتصادية في مصر قوائم الأخبار الأكثر قراءة، مما يعكس اهتمامًا محليًا كبيرًا.
يتجه الاقتصاد المصري لكسر حاجز كبير، في إشارة إلى “نمو تاريخي”. وقد لوحظت مؤشرات إيجابية للاقتصاد المصري خلال النصف الأول من العام. وتباطأ التضخم السنوي في يونيو، وانخفض معدل التضخم الشهري. وفيما يتعلق بالسياسة النقدية، أبقى البنك المركزي المصري أسعار الفائدة دون تغيير وسط مخاوف التضخم. وعلى الصعيد الديموغرافي، زاد عدد سكان مصر بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، شهد قطاع العقارات نشاطًا كبيرًا، حيث قفزت إيجارات الساحل الشمالي إلى الضعف وسط زيادة الطلب. وتخطط “مدن القابضة” الإماراتية لتطوير مساحات واسعة برأس الحكمة. وتسلط التقارير الضوء على أغلى المشروعات العقارية في مصر، حيث تلامس أسعار المتر مستويات مرتفعة. ويتم تنفيذ مشاريع إسكان ضخمة وأسواق ومدارس في المدن الجديدة.

في قطاع الطاقة والتعدين

تم الإعلان عن اكتشافات ضخمة من الذهب والفضة بامتياز أبو مروات. كما تمت شراكة بين هيئة الثروة المعدنية والسويدي لاستكشاف وإنتاج خام الفوسفات. وقد أعلن وزير البترول عن خطة متكاملة لضمان استقرار إمدادات الغاز الطبيعي خلال الصيف.
تشارك مصر بنشاط في تعاونات دولية استراتيجية لتعزيز اقتصادها. تم توقيع مذكرة تفاهم لأول استراتيجية تعاون بين مصر والصين وبرنامج لمبادلة الديون. وعززت مصر والصين الشراكة الاستراتيجية بتوقيع وثائق تعاون جديدة، تركز على توطين الصناعة والاقتصاد الرقمي والتعليم. وفيما يتعلق بالاستثمار الإماراتي، تخطط “مدن القابضة” الإماراتية لتطوير مساحات واسعة في رأس الحكمة. كما ثمنت رانيا المشاط الدور الفاعل للسفير البريطاني في دفع العلاقات الاقتصادية.
تتفاعل الأسواق المالية المحلية مع التحولات الاقتصادية العالمية والمحلية.

استأنف الدولار الأمريكي ارتفاعه مجددًا أمام الجنيه المصري، ويصنف هذا الخبر باستمرار كأكثر الأخبار الاقتصادية قراءة. وفيما يتعلق بقطاع البنوك، مدد البنك المركزي ساعات عمل بعض فروع البنوك. كما اتخذ البنك الأهلي تدابير طوارئ لضمان استمرار الخدمات المصرفية للمواطنين.

ماذا يقول المشهد الاقتصادي؟
إن المشهد الاقتصادي اليوم، سواء على الصعيد العالمي أو الإقليمي، يتسم بالديناميكية والترابط. فبينما تتصارع القوى الكبرى على النفوذ التجاري وتتأثر سلاسل الإمداد بالتوترات الجيوسياسية، تواصل الاقتصادات الناشئة مثل مصر مسارها نحو النمو والتنمية، مدعومة باستثمارات ضخمة وشراكات استراتيجية. يظل فهم هذه التفاعلات المعقدة أمرًا بالغ الأهمية لكل من صناع القرار والمواطنين على حد سواء، في عالم لا يتوقف عن التغير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *